طه الجند .. يمني استثنائي يعيش الشعر ويكتبه
يمنات
ماجد المدحجي
طه الجند شاعر استثناني، لا احد يمتلك نبرته و حزنه و تلك الطريقة المتفردة التي يصيغ فيها كل شيء على هيئة نصوص مدهشة. هو تعريف كثيف للبساطة و التناقض مع التكلف، رجل يذوذ عن نفسه بالشعر، و يستطيع لوحده ان يواجه العالم كاشفاً عن ضعفه و تهافته و تلك المناطق الهامشية فيه.
هو رجل “قروي” جميل حمل احلام “اليسار” و المساواة و غادر قريته الكائنة في جبال وصاب العالية بحثاً عن فرص الحياة و الكتابة، ليتورط لاحقاً في كثافة المدن و ارباكاتها، و يدون على هامشها ملاحظاته و غضبه و حنينه و شيء من سيرته الشخصية بنصوص لا يمكن وصفها بأقل من الاستثناء في الكتابة اليمنية و العربية.
يحتفظ نص طه الجند بتلك الحالة الفريدة التي تجمع بين التكثيف و الاسترخاء في الصورة و اللغة، كاسراً شرط اللغة الشعرية الحديثة الذي و سمها بالانغلاق و التعالي، مُسجلاً انتماء كتابته إلى بساطة فاتنة تعكس علاقته العميقة مع اللغة و قدرته العالية على الامساك و التلاعب بها، و توظيفها لتكون على هيئة ما يريد تماماً.
استطاع طه ان يحتفظ بروحه المرحه و الساخرة على الدوام في مواجهة تقلبات الايام و حظوظها، مُنتمياً في كل الظروف لما تبدوا قيماً خاسرة ضمن تعريفات “الفهلوة” السائدة، فهو منحاز على الدوام للناس و يستطيع دوماً التعرف على مخاوفهم و قلقهم و رأيهم عبر تجربته الشخصية المنتمي للمعاناة السائدة، ليتجلي دوماً كـ”شاهد مختلف” نظر بشكل اعمق من الاخرين، و ليُدلي بـ”الحقيقة” التي لديه على هيئة نص شعرياً كثيف و حزين و كاشف على الدوام.
لا يمكن الحديث طه ايضاً بعيداً عن فكرة عدم الانصاف، و كيف يكون رجل مثله – بما يمثله من تجربة شعرية استثنائية و حضور شخصي مُلهم – مُقيماً في الظلال و بعيداً عن الاعتراف و التكريم و الاحتفاء، و بينما صدر له ديوان اعزل بعنوان “اشياء لاتخصكم”، فهو يمتلك عملين اخريين يحتاجان الاهتمام و الطباعة.
تحية لـ”طه الجند” انسان و شاعر مختلف و مُلهم…
للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليجرام انقر هنا
لتكن أول من يعرف الخبر .. اشترك في خدمة “المستقلة موبايل“، لمشتركي “يمن موبايل” ارسل رقم (1) إلى 2520، ولمشتركي “ام تي إن” ارسل رقم (1) إلى 1416.